إنسان عصر النهضة
جدول المحتويات
يُعتبر عصر النهضة الذي امتد بين القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر فترة من الإحياء الثقافي والفني والسياسي والاقتصادي الأوروبي في أعقاب العصور الوسطى، إذ شجع على إعادة اكتشاف الفلسفة الكلاسيكية والآداب والفنون الجميلة، وقد بدأ عصر النهضة في مدينة فلورنسا الإيطالية، مما أدى إلى مشاركة الكتّاب والفنانين والسياسيين والفلاسفة والمخترعين الإيطاليين العظماء في هذه الثورة الفكرية التي كانت مختلفة كثيرًا عما عاشوه خلال العصور المظلمة.
إنسان عصر النهضة
نموذج المفكر الفيلسوف
فيما يلي توضيح ذلك:
على الرغم من فشل الأفلاطونية في تحدي هيمنة فلسفة المدرسة الأرسطية، إلا أن إحياءها كان ظاهرة مهمة في الحياة الفلسفية لعصر النهضة، والتي ساهمت كثيرًا في المناخ الفلسفي الجديد الأكثر تعددية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
لم يكن لدى فلاسفة القرون الوسطى سوى إمكانية الوصول إلى عدد قليل من أعمال أفلاطون، بينما في عصر النهضة كان لدى المفكرين الغربيين إمكانية الوصول إلى مجموعة كاملة من أعمال أفلاطون والعديد من الأفلاطونيين القدامى.
في القرن السادس عشر أصبحت الأفلاطونية نوعًا من ظاهرة “الثقافة المضادة”، حيث أصبح أفلاطون سلطة مهمة للعلماء المتخصصين في الكونيات الذين رغبوا في تحدّي التيار الأرسطي السائد.
كان رينيه ديكارت من أهم الفلاسفة والمفكرين والعلماء الفرنسيين في عصر النهضة، حيث أطلق عليه اسم “أب الفلسفة الحديثة” كما أنه مشهور بمقولته “أنا أفكّر إذاً أنا موجود”، بالإضافة إلى ذلك، كان نيكولو مكيافيلي أيضًا دبلوماسيًا وفيلسوفًا إيطاليًا مهمًا في تلك الحقبة، إذ اشتهر بتأليف كتاب “الأمير” و”خطابات ليفي”.
نموذج المصلح الديني
فيما يلي توضيح ذلك:
شجّعت الإنسانية الأوروبيين على التشكيك في دور الكنيسة الرومانية الكاثوليكية خلال عصر النهضة، وأدّى تعلم قراءة وكتابة وتفسير الأفكار إلى فحص ونقد الدين عن كثب من قبل الكثير من الناس، كما سمحت المطبعات بإعادة إنتاج النصوص بما في ذلك الكتاب المقدس وقراءته على نطاق واسع من قبل الناس أنفسهم لأول مرة.
في القرن السادس عشر، قاد الراهب الألماني الشهير مارتن لوثر حركة الإصلاح البروتستانتي؛ والتي تعرف بأنها حركة ثورية أحدثت انقساماً في الكنيسة الكاثوليكية، حيث تساءل لوثر عن العديد من ممارسات الكنيسة وما إذا كانت تتماشى مع تعاليم الكتاب المقدّس، ونتيجة لذلك ظهر شكل جديد من المسيحية يُعرف بالبروتستانتية.
تطورت المثل العليا الجديدة للإنسانية على خلفية مسيحية على الرغم من كونها أكثر علمانية في بعض الجوانب، لذلك كان لعصر النهضة تأثير عميق على اللاهوت المعاصر لا سيما في الطريقة التي يرى فيها الناس العلاقة بين الإنسان والرّب.
نموذج الفنان المستقل
فيما يلي توضيح ذلك:
خلال عصر النهضة المبكرة، بدأ الفنانون في رفض الأسلوب البيزنطي للرسم الديني، وسعوا لإعادة تكوين الواقعية في تصويرهم للشكل البشري، إذ بدأ هذا الهدف بالاتجاه نحو الواقعية ووصل إلى ذروته مع الفنانين “المثاليين”.
كان عصر النهضة وقتًا فريدًا لتطور الفن والعمارة والعلوم بمختلف أنواعها والتي كان يتم دمجها بمختلف مجالات الدراسة من قبل المفكرين، فمثلاً قام الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي بدمج المبادئ العلمية مثل علم التشريح في عمله حتى يتمكن من إعادة تكوين الجسم البشري عن طريق النحت والرسم بدقة غير عادية.
بينما كان الدين ما يزال عنصرًا مهمًا في الحياة اليومية للأشخاص الذين عاشوا خلال عصر النهضة، وظل عاملاً دافعًا وراء الإنتاج الفني، إلا أنه ظهرت العديد من الطرق الجديدة للرسم التي تميل إلى الأسطورية، حيث يشير العديد من العلماء إلى أن لوحة الرسام ساندرو بوتيتشيلي “ولادة فينوس” هي اللوحة الأولى التي تتضمن مشهدًا أسطوريًا.
في الفترة المعروفة باسم عصر النهضة العليا، كان هناك تمثيلاً واقعيًا للأشكال يتم تقديمها بحركات موثوقة وبأسلوب فني لائق، إذ كان أشهر الفنانين في تلك المرحلة هم رافائيل سانزيو دا أوربينو وتيتيان وميكيلانجيلو.
نموذج العالم المخترع والمكتشف
فيما يلي توضيح ذلك:
بينما استخدم العديد من الفنانين والمفكرين مواهبهم للتعبير عن أفكار جديدة، ذهب بعض الأوروبيين إلى البحار لمعرفة المزيد عن العالم من حولهم، إذ تُعرف هذه الفترة باسم عصر الاكتشافات.
تم إطلاق رحلات استكشافية للسفر حول العالم، إذ تم اكتشاف طرق شحن جديدة إلى الأمريكيتين والهند والشرق الأقصى، وقام المستكشفون برحلات عبر مناطق لم يتم تعيينها بالكامل.
أحد أهم المخترعين والمكتشفين خلال عصر النهضة هو العالم الإيطالي غاليليو غاليلي الذي كان يُعتبر أب العلم الحديث، والذي قدم مساهمات كبيرة في مجالات الفيزياء وعلم الكونيات وعلم الفلك والرياضيات والفلسفة، حيث اخترع غاليليو تلسكوبًا محسّناً يسمح له برصد ووصف أقمار المشتري ومراحل كوكب الزهرة وحلقات زحل وسطح القمر، بالإضافة إلى إجراء تجارب على الأجسام الساقطة التي قدمت أهم مساهمة له في الفيزياء.
المرأة في عصر النهضة
من أهم المعلومات الخاصة بالمرأة في عصر النهضة:
حُرمت نساء عصر النهضة مثل نساء العصور الوسطى من جميع الحقوق السياسية واعتبرن خاضعات قانونياً لأزواجهن.
كانت واجباتهن الأساسية هي أداء المهام اليومية في البيت والاعتناء بالأطفال، بالإضافة إلى العمل في الحقول إذا سنحت لهن الفرصة.
زوجات أصحاب المتاجر من الطبقة الوسطى غالبًا ما كن يساعدن أزواجهن في إدارة أعمالهم، ولكن كانت لديهن أيضًا حقوق أقل من أزواجهن.
لم يكن مسموحًا للنساء اللواتي لم يتزوجن بالعيش بشكل مستقل، وغالبًا ما كن يعملن في مهام المنزل والحياكة والطبخ من بين أمور أخرى.
معلومات عن النهضة الإنسانية
تعريف النهضة الإنسانية
بدأت النهضة الإنسانية خلال القرن الرابع عشر كحركة ثقافية في إيطاليا والتي روّجت لفكرة أن الإنسان هو مركز الكون، وشجّعت على احتضان الإنجازات البشرية في التعليم والفنون الكلاسيكية والآداب والعلوم، ثم سمح اختراع مطبعة غوتنبرغ في عام 1450 بتحسين الاتصال في جميع أنحاء أوروبا وانتشار الأفكار بسرعة أكبر، مما أدى إلى طباعة وتوزيع نصوص كُتبت من قبل بعض المؤلفين الإنسانيين الأوائل، والتي شجعت على تجديد الثقافة والقيم الرومانية واليونانية التقليدية.
نشأة النهضة الإنسانيةإليك ما يلي بعض المعلومات:
نشأت النهضة الإنسانية تحديدًا في شمال إيطاليا من قبل مؤلفين ومفكرين مثل فرانشيسكو بتراركا الذين بحثوا عن المخطوطات القديمة المفقودة وقاموا بنشر النصوص التي عثروا عليها، ثم انتشرت النهضة الإنسانية لاحقًا عبر أوروبا القارية وإنجلترا بحلول القرن الخامس عشر.
وصلت النهضة الإنسانية إلى هولندا، مما أدى إلى زيادة شهرة العالم الإنساني الهولندي إيراسموس، والذي اعتقد أن التعليم هو الحل لمشاكل الكنسية الكاثوليكية وليس الإصلاحات الجذرية.
في شمال أوروبا، كان العلماء الإنسانيون أكثر اهتمامًا بالإصلاحات الدينية مقارنة بأماكن أخرى خلال النهضة الإنسانية، مما أدى إلى إطلاق اسم “الإنسانية الدينية” على هذه الفترة، كما كان العالم الإنجليزي السير توماس مور من شخصيات هذه الحركة.