لمحة عامة
الكراوية (بالإنجليزية: Caraway) هي من النباتات ثنائية الحول؛ أي أنّها تُكمِل دورة حياتها في موسمين زاعيين متتالين، وهي من الفصيلة الخيمية، اسمها العلميّ (باللاتينيّة: Carum carvi L)، ويعود أصلها إلى أوروبا وبعض مناطق غرب آسيا وشمال إفريقيا، وتنمو طبيعياً في المروج المشمسة، والتلال، وعلى جوانب الطرق، ويجدر الذكر أنّ نبات الكراوية يُنتج أوراقاً على شكل يُدعى بالوُريدة (بالإنجليزية: Rosette) خلال السنة الأولى من زراعته، أمّا في السنة الثانية فينمو له ساق زهرةٍ بطولٍ يتراوح بين 30-60 سنيتمتراً، ويُنتِج ثماراً يُسمّيها الأشخاص خطأً بالبذور، وتنضج هذه الثمار في أواخر الصيف، وتمتلك رائحةً جميلةً ومميّزة، ويشيع بين معظم الناس استخدام ثمار الكراوية المُجففة، كما يستخدم بعض الأشخاص أوراق النبات الصغيرة، سواءً بشكلها الطازج أو المُجفف، أمّا الجذور الصغيرة فإنّها تُطبَخ كالخضراوات، ويمكن القول إنّ نكهة الكراوية ورائحتها المُميّزة تنتج من احتوائها على الزيوت العطريّة، مثل: الكارفون (بالإنجليزية: Carvone)، والليمونين (بالإنجليزية: limonene)، والأنيثول (بالإنجليزية: Anethole)، وتُستخدم هذه الزيوت كمُعطّرٍ في صناعة الصابون، والعطور، والمراهم، كما يمكن استخدامها كمنكّهٍ لبعض الأدوية والحلويّات.
فوائد الكراوية حسب درجة الفعالية
تجري في الوقت الحالي العديد من الأبحاث والدراسات لمعرفة فوائد الكراوية وتأثيرها في الجسم، ويمكن ذكر فوائدها حسب ما يأتي:
احتمالية فعاليتها (Possibly Effective)
- تقليل حرقة المعدة: يمكن أن يعدّ استهلاك بعض المنتجات المتوفرة على شكل كبسولات، والتي تحتوي على زيت الكراوية مع زيت النعناع فعّالاً في التقليل من الشعور بالامتلاء وتشنجات المعدة، كما يُمكن أن يعدّ خليط الكراوية مع مجموعة أعشاب أخرى فعّالاً في التخفيف من حرقة المعدة، وخفض شدة ارتداد الحمض، وآلام المعدة، والغثيان، والقيء.
لا توجد أدلة كافية على فعاليتها (Insufficient Evidence)
- تخفيف بعض الاضطرابات الهضمية: تنتمي الكراوية إلى فئةٍ من الأعشاب التي تحتوي على مجموعة من الزيوت المتطايرة، مثل: الكارفين (بالإنجليزية: Carvene)، والكارفول (بالإنجليزية: Carvol)، التي تساعد بدورها على إرخاء عضلات الجهاز الهضميّ، وتخفيف التشنجات، والتخلص من الغازات بعد تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من الطعام، كما أنّ الهيئة الاستشارية العلميّة المسؤولة عن إعطاء الموافقات على المواد المستخدمة في الطب التقليديّ والشعبي، والأعشاب التي تُسمّى (بالإنجليزية: Commission E) في ألمانيا قد أقرّت تأثير الكراوية في التخفيف من مشاكل الجهاز الهضميّ التشنجيّة، والانتفاخ، والشعور بالامتلاء.
- ويجدر الذكر أنّ الكراوية تكون أكثر فاعليةً عند دمجها مع أنواعٍ أخرى من الأعشاب مثل النعناع، إذ إنّ إحدى المراجعات التي ضمّت 17 تجربةً سريريّةً عشوائيّة، استخدمت تسع تجاربَ منها خليطَ النعناع والكراوية، أظهرت تحسّناً في حالات 60-95% من المرضى الذين يعانون من أعراض عسر الهضم، وقد أوصى الباحثون في هذه المراجعة بإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثير، كما ذكرت لجنة المنتجات الطبية العشبية (بالإنجليزية: Committee on Herbal Medicinal Products) التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية أنّ الأدلة غير كافيةٍ لتأكيد دور الكراوية في التخفيف من الاضطرابات الهضميّة.
- تحسين حالات المصابين بالقولون العصبي: قد يُستخدم خليط زيت الكراوية مع زيت النعناع في التخفيف من اضطرابات متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، مثل: النفخة، وآلام البطن، والإسهال أو الإمساك، فقد ظهر في إحدى الدراسات التي أُجريت في Bergmannsheil University Hospitals في ألمانيا عام 2002؛ أنّ تناول كبسولاتٍ مغلفة بغلاف معوي تحتوي على 90 مليغراماً من زيت النعناع بالإضافة إلى 50 مليغراماً من زيت الكراوية، تؤخذ على ثلاث مرات في اليوم، أدى إلى تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي بشكل كبير، وتجدر الإشارة إلى أنّ دراسةً أُجريت في جامعة جنديسابور الأهوازية للعلوم الطبيّة عام 2011 قد أظهرت أنّ استخدام منتجٍ يحتوي على نفس المكونات في كبسولاتٍ غير مغلفة بغلاف معويّ كانت فعّالةً كالكبسولات المغلّفة بغلافٍ معويّ، مع العلم أنّ التغليف المعوي (بالإنجليزية: Enteric coating) يحمي الزيت الموجود في الكبسولات من التعرّض لأحماض المعدة، كما يحمي المعدة من الزيت أيضاً.
- فوائد أخرى ليست عليها أدلة كافية: هناك العديد من فوائد الكراوية غير المؤكدة، والتي تحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لإثبات تأثيرها، ونذكر منها ما يأتي:
- تحسين حالات الربو.
- تحسين الشهية.
- تخفيف الانتفاخ والإمساك.
- تحسين تدفق الدم.
- الوقاية من العدوى.
- بدء الحيض، والتخفيف من آلامه.
- زيادة إدرار الحليب عند النساء المرضعات.
- إدرار البول.
دراسات أجريت حول فوائد الكراوية
أُجريت الكثير من الدراسات حول فوائد الكراوية، وفي الآتي ذكرٌ لبعضٍ منها:
إقرأ أيضا:ما هي الحنطة- وُجد ضمن مراجعةٍ لعدّة دراساتٍ نُشرت في مجلّة Natural Products and Bioprospecting أنّ الكراوية امتلكت نشاطاً مضادّاً لبكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (باللاتينيّة: Staphylococcus aureus)، والسَّلْمونيلَةُ التِّيفِيَّة (باللاتينية: Salmonella typhi)، وفطريات المُبيَضّة البيضاء (باللاتينية: Candida albicans)، والرشاشية السوداء (باللاتينية: Aspergillus niger)، في حين لوحظ أنّ زيت الكراوية امتلك خصائص مضادّةً للبكتيريا والفطريّات، ولكنّ الباحثين في هذه المراجعة أوصوا بضرورة إجراء مزيدٍ من الدراسات لتحديد نشاط الكراوية المضاد للفيروسات.
- حسب المراجعة المنشورة في مجلة Natural Products and Bioprospecting يُعتقد أنّ الخصائص المضادّة للأكسدة المتوفرة في زيت الكراوية قد تساهم في تقليل خطر الإصابة من السكري؛ حيث لوحظ أنّ زيت الكراوية قلّل مستويات الجلوكوز في الدم عند الفئران، ولكنّه لم يؤثر في مستويات الإنسولين عندها، ولذلك يعتقد الباحثون أنّ الآلية التي يُخفض فيها زيت الكراوية مستويات الجلوكوز في الدم لا دخل لها بإفراز الإنسولين.
- وُجد في المراجعة المنشورة في مجلة Natural Products and Bioprospecting أنّ كبسولات الكراوية بجرعة 40 مليغراماً/ كيلوغرامٍ من وزن الجسم زادت مستويات الهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: TSH) عند المرضى المصابين بسرطان الغدة الدرقية الحليمي (بالإنجليزية: Papillary thyroid carcinoma) خلال أسبوعين من بدئهم بتناولها، وذلك كما ذكرت المراجعة السابقة. ويُعتقد أنّه يمكن لخصائص الكراوية التي تقلل خطر قصور الغدة الدرقية أن تساهم في رفع مستويات الأيض، ممّا يقلل مستويات الدهون ووزن الجسم.
- أشار الباحثون في المراجعة المنشورة في Natural Products and Bioprospecting أنّ الكراوية تمتلك تأثيراً مُخفّضاً للدهون والكوليسترول في الدم عند فئرانٍ مصابةٍ بالسكري، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الدراسات غير كافية، وهناك حاجةٌ لإجراء دراسات لتأكيد هذه الفوائد على البشر.
- وُجد في دراسةٍ نُشرت في مجلة الطبّ المبنيّ على الأدلة والطبّ البديل (بالإنجليزية: Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine) وشملت نساءً يعانين من السمنة أنّ أولئك اللاتي شربنَ ماء الكراوية قبل 20 دقيقةً من تناول الطعام مدة 3 أشهر انخفض لديهنّ معدّل الوزن، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، ونسبة الدهون في الجسم، وزادت نسبة العضلات في أجسامهنّ بشكلٍ ملحوظٍ مقارنةً بمن لم يشربنَ الكراوية، ويُعتقد أنّ محتوى الكراوية من المركبات الفينولية، مثل: الكارفاكرول، والأحماض الدهنية غير المشبعة يمكن أن تساهم في توازن أعداد البكتيريا في الأمعاء، وتثبط نموّ البكتيريا الممرضة فيها، ممّا يساعد الجسمَ على هضم الطعام وامتصاصه.
القيمة الغذائية للكراوية
يوضح الجدول الآتي القيمة الغذائية لكل 100 غرامٍ من الكراوية:
إقرأ أيضا:فوائد الزنجبيل والكركمالعنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
السعرات الحرارية | 333 سعرة حرارية |
البروتين | 19.77 غراماً |
الدهون | 14.59 غراماً |
الكربوهيدرات | 49.9 غراماً |
الألياف | 38 غراماً |
الكالسيوم | 689 مليغراماً |
الحديد | 16.23 مليغراماً |
المغنيسيوم | 258 مليغراماً |
الفسفور | 568 مليغراماً |
البوتاسيوم | 1351 مليغراماً |
الصوديوم | 17 مليغراماً |
الزنك | 5.5 مليغرامات |
السيلينيوم | 12.1 ميكروغراماً |
فيتامين ج | 21.0 مليغراماً |
فيتامين أ | 363 وحدة دولية |
فيتامين ب1 | 0.383 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.379 مليغرام |
فيتامين ب3 | 3.606 مليغرامات |
فيتامين ب6 | 0.36 مليغرام |
الفولات | 10 ميكروغرامات |
درجة أمان ومحاذير استخدام الكراوية
يُعدّ استهلاك الكراوية عن طريق الفم في الطعام آمناً لدى معظم الأشخاص عند استهلاكها بكميات طبيّة لمدّة 8 أسابيع، ولكن هناك العديد من الاحتياطات الخاصة والمحاذير عند استخدامها في العديد من الظروف، ونذكر من هذه المحاذير ما يأتي:
إقرأ أيضا:فوائد العرقسوس للشعر- الحامل والمرضع: فقد شاع استخدام زيت الكراوية لبدء نزول الدورة الشهريّة، ولذلك فإنّ من المحتمل عدم أمان استخدام الكراوية بكميّاتٍ دوائيّة للمرأة الحامل، فقد تسبب الإجهاض، وبالإضافة إلى ذلك لم يتمّ إثبات سلامة استخدام الكراوية بالكميات الدوائية أثناء الرضاعة الطبيعية؛ لذلك من الأفضل تجنّب استهلاكها للمرضع.
- مرضى السكري: إذ إنّ هناك قلقاً من أنّ استهلاك الكراوية قد يؤدي إلى خفض نسبة السكر في الدم، ولذلك فإنّ مرضى السكري يُنصحون بمراقبة مستوى السكر في دمهم باستمرار في حال استخدامهم للكراوية، وقد تكون هناك حاجةٌ لتعديل جرعات الأدوية التي يستخدمونها بعد استشارة الطبيب.
- المصابون بداء ترسب الأصبغة الدموية: (بالإنجليزية: Hemochromatosis)؛ وهي حالةٌ تحدث بسبب ارتفاع مستويات الحديد في جسم المريض، ويمكن لمستخلص الكراوية أن يزيد امتصاص الجسم للحديد، ولذلك فإنّ الإفراط في استهلاك هذا المستخلص مع مُكمّلات الحديد أو الأغذية الغنيّة بالحديد قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات هذا المعدن في الجسم، وقد يُشكّل هذا الأمر مشكلةً للأشخاص الذين يعانون من داء ترسّب الأصبغة الدمويّة.
- الأشخاص الذين سيخضعون لجراحة: فكما ذُكر سابقاً؛ يمكن للكراوية أن تقلل مستويات السكر في الدم، وقد يتداخل ذلك مع التحكم في سكر الدم خلال العمليات الجراحية وبعدها، ولذلك يُنصح بتجنّب استخدام الكراوية خلال أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة المقرر.
التفاعلات الدوائية للكراوية
يمكن للكراوية أن تتداخل مع الأدوية، ونذكر من أهمّها ما يأتي:
- الليثيوم: فقد يؤدي استهلاك مستخلص الكراوية مع الأدوية المحتوية على الليثيوم إلى تراكمه في الجسم، إذ إنّ الخصائص المُدرّة للبول في الكراوية قد تقلل من قدرة الجسم على التخلّص من هذا الدواء، ممّا يزيد تركيزه، مؤدياً إلى آثار جانبيّة خطيرة.
- الأدوية التي تتغير عن طريق الكبد: فقد يقلل مستخلص الكراوية من قدرة الكبد على تغيير وتفكيك بعض الأدوية، ممّا قد يؤدي إلى زيادة تأثيرها وآثارها الجانبيّة.
- أدوية السكري: فقد يؤدي استهلاك الكراوية مع أدوية السكري إلى انخفاضٍ كبيرٍ في نسبة السكر في الدم، ممّا قد يستدعي تغيير الجرعة الدوائية لمرضى السكري بعد استشارة الطبيب.
- الأدوية المهدئة: أو ما يعرف بمثبطات الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: Central Nervous System depressants)؛ فقد يؤدي استهلاك مستخلص بذور الكراوية مع المهدئات إلى فرط النوم أو النعاس الشديد.
- الأدوية المُدرة للبول: فقد يؤدي استهلاك مستخلص الكراوية مع مدرّات البول إلى نقصٍ شديدٍ في نسبة البوتاسيوم في الجسم؛ وذلك بسبب فقدانه عن طريق البول.
- الآيزونيازيد: (بالإنجليزية: Isoniazid)؛ إذ إنّ مستخلصات الكراوية يمكن أن تزيد كمية الدواء التي يمتصّها الجسم، ممّا يزيد تأثيره وآثاره الجانبيّة.
- البيرازيناميد: (بالإنجليزية: Pyrazinamide)؛ فتناول مستخلص الكراوية مع هذا الدواء يزيد مستويات الدواء في الدم، ممّا يزيد تأثيراته الجانبيّة.
- الريفامبيسين: (بالإنجليزية: Rimactane)؛ حيث إنّ مستخلصات الكراوية تؤدي إلى زيادة مستويات هذا الدواء في الدم في حال تناولها معه، ممّا يزيد تأثيره وآثاره الجانبيّة.