تنشئة أطفال عدوانيين
إنّ أساليب التربية التي يستخدمها الأهل مع أطفالهم هي ذات الأساليب التي سيتبعها الطفل في التعامل مع الأشخاص سواء في طفولته أو عندما يكبر ويصبح أم أو أب أو زوج أو زوجة؛ فالأسرة هي المؤسسة التي تعلم الطفل كيفية مواجهة الصراعات والمشاكل، وتُشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين تعرضوا للضرب من عائلاتهم هم أكثر عرضة لاستخدام العدوان في التعامل مع الصراعات عندما يصبحوا بالغين.
قلة الثقة بالنفس
عندما يتم تكرار ضرب الطفل فإنّ الرسالة التي توجهها عائلته له ضمناً “أنت ضعيف ولا يمكنك الدفاع عن نفسك”، وهذا يؤدي في النتيجة إلى لعبه بمفرده بعيداً عن أقرانه، وعدم اهتمامه بهم، وتجنب الاتصال بالعين مع الناس؛ فالضرب يشعره بأنّه إنسان سيء لا يُمكنه التصرف بشكل صحيح، ويشعره بأنه الطرف الأضعف الأقل قيمة من الآخرين.
ضعف التطور المعرفي
إنّ الضرب يؤثر سلباً في التطور المعرفي للأطفال؛ فقد كشفت دراسة أجراها موراي ستراوس ومالي باسكال عام 1998م بأنّ الأطفال الذين تعرضوا للضرب كانوا يمتلكون قدرة أقل في الوصول إلى التطور المعرفي المتوقع للأطفال في ذات سنهم، كما أنّ الضرب يمكن أن يقلل الذكاء، ويحد من المادة الرمادية في دماغ الطفل، وهي التي تؤثر في قدرته على التعلم، وفقاً لما أشار إليه علماء النفس.
إقرأ أيضا:أسباب الخوف عند الأطفالضعف التطور العاطفي
إنّ الأطفال الذين يتعرضون للعنف اللفظي أو الجسدي يعدون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، وتشير وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية إلى أنّ إساءة معاملة الأطفال تتسبب في تدني احترام الذات، وتلف الدماغ، واضطراب التركيز، وكل هذا يُمكن أن يتسبب في ضعف المهارات الاجتماعية والإصابة بالقلق والاكتئاب، ومن جانبٍ آخر أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ العقاب الجسدي الواقع على الأطفال من شأنه أن يجعل العلاقة بينهم وبين والديهم أقل عمقاً ودفئاً، كما تجعلهم -أي الأطفال- أكثر قسوة ورغبة في التحدي تجاه والديهم، إلى جانب ذلك يُصبح الأطفال أقل تعاطفاً مع الآخرين وأقل استيعاباً لمعايير السلوكات الأخلاقية.
إقرأ أيضا:كيف أتعامل مع مولودي الجديد