الفيل
ينتمي الفيل (بالإنجليزيّة: Elephant) إلى الثديّيات المشيميّة، ورتبة الخرطوميّات. يتميّز الفيل برأسٍ ضخمٍ، وأُذنَين كبيرتَين، ويحتوي جلده السّميك على غُددٍ عرقيّةٍ؛ لذلك يلجأ إلى رشّ جسمه بالماء لتبريده، وتوجد حزمة من الشَّعر في نهاية ذيله، وبعض الزّغيبات حول الأذنين والعينين والفم، ولها أرجلٌ تشبه الأعمدة، وأقدام تحتوي وسادةً لحميّةً. يبلغ طول خرطوم الفيل 1.5م تقريباً، ويزن 140كغم؛ حيث يتشكّل من تطاول الأنف الذي يرتبط مع الشّفة العُليا، ويتكوّن من كتلةٍ لحميّةٍ قويّةٍ تخلو من العظم، ويستخدم الفيل خرطومه للشمّ، والتنفّس، وتناول الطّعام والشّراب، ورشق الماء فوق جسمه عند الاستحمام، والإمساك بالأشياء؛ إذ يمكنه أن يلتقط به قطعة نقودٍ صغيرةً، ويحمل به ما وزنه 270كغم، وتستخدمه الأمّ أيضاً لمداعبة صغيرها.
الفِيَلة نباتيّة التّغذية؛ فهي تأكل 64 نوعاً نباتيّاً، مثل: أوراق الأشجار، وأغصانها، وثمارها، وجذورها، وتفضّل تناول جوز الهند، والتّمور، والخيزران، والذّرة الشاميّة، والخوخ، وقصب السكّر، وتتناسب شهيّتها مع حجمها؛ إذ يمكنها أن تأكل 140كغم من الطّعام، وتشرب 150 لتراً من الماء يوميّاً.
يوجد نوعان من الفِيَلة: الفِيَلة الإفريقيّة، والفِيَلة الآسيويّة، تعيش الفِيَلة الإفريقيّة جنوبَ الصّحراء الكُبرى، وفي السّاحل الإفريقيّ، والغابات المطيرة وسط أفريقيا وغربها، بينما تعيش الفِيَلة الآسيويّة في جنوب شرق آسيا، ونيبال، والهند. تعيش الفِيَلة ضمن قطعانٍ، تحكمها كُبرى الإناث في القطيع، وتُعرَف بالأمّ الحاكمة، ويتكوّن القطيع من الإناث وصغار الفِيَلة فقط، بينما يتجوّل الذكور البالغون بمَعزلٍ عن القطيع.[١]
إقرأ أيضا:كم يزن الفيلاسم ابن الفيل
يُسمّى ابن الفيل في اللّغة العربيّة الدَّغْفَل (بالإنجليزية: Calf).[٢] تلد أنثى الفيل مرّةً واحدةً كلّ 4-5 سنواتٍ، بعد فترة حملٍ هي الأطول بين الثديّيات؛ إذ تصل مدّة الحمل إلى 22 شهراً.[٣] يكون صغير الفيل عند ولادته مُغطّىً بالشّعر، وله ذيل طويل، وخرطوم قصير، ويبلغ ارتفاعه 3 أقدام أي متراً، ووزنه 91كغم تقريباً، ثمّ يزداد وزن الصّغار بمقدار 1-1.3كغم يوميّاً أثناء العام الأوّل، وتستمرّ بالرّضاعة من الأمّهات مدّة عامين أو ثلاثة. تقضي صغار الفِيَلة الوقت في اللعب، وتتعلّم أثناء ذلك استخدام الخرطوم، وتحريك الآذان، والتحكّم بحركة الأقدام.[٤][١]
تكون العلاقة بين الأمّ وصغارها وثيقةً جداً، وإذا كان الصّغير أنثى فستبقى مع الأمّ حتّى موتها، أمّا إذا كان ذكراً فسيتمّ إبعاده عن مجموعة الإناث عند فترة البلوغ؛ أي عند عمر 12 عاماً تقريباً؛ لأنّه سيصبح عندها عدوانيّاً، ويبدأ القتال مع باقي الفِيَلة.[٥]
الفرق بين الفيلين الإفريقيّ والآسيويّ
من الفروق بين الفيلين الإفريقيّ والآسيويّ ما يأتي:
- الفيل الإفريقيّ أكبر حجماً من الفيل الآسيويّ، فهو أكبر الحيوانات البريّة، ويتراوح وزنه بين 2.5-7 أطنان، وارتفاعه بين 8.2-13 قدماً، أمّا الفيل الآسيويّ فيتراوح وزنه بين 2.25-5.5 أطنان، وارتفاعه بين 6.6-9.8 أقدامٍ.[٦][٧]
- أذُنا الفيل الإفريقيّ أكبر حجماً، وتأخذان شكل قارّة أفريقيا، بينما أذُنا الفيل الآسيويّ مستديرتا الشّكل.[٦]
- عند نهاية خرطوم الفيل الآسيويّ يوجد نتوء لحميّ أصبعيّ الشّكل، بينما لخرطوم الفيل الإفريقيّ نتوءَان.[٦]
- استئناس الفيل الإفريقي مُمكِنٌ ولكنّه صعب، وفي المقابل تمكّن الإنسان من استخدام الفيل الآسيويّ منذ آلاف السّنين في الحروب، وحمل الأشياء الثقيلة، والبشر أيضاً.[٦][٧]
- متوسّط عمر الفيل الإفريقيّ في البريّة هو 70 عاماً، بينما متوسّط عمر الفيل الآسيويّ 60 عاماً.[٦][٧]
- ذكور الفيل الإفريقيّ وإناثه تمتلك أنياباً، أمّا إناث الفيل الآسيويّ فلا أنيابَ لها.[٤]
- جلد الفيل الإفريقيّ أكثر تجعُّداً من جلد الفيل الآسيويّ.[٤]
- الفِيَلة الآسيويّة لها خمسة أظافر على كلّ قدم من أقدامها الأماميّة، وأربعةٌ على كلّ قدمٍ من أقدامها الخلفيّة، أمّا الفِيَلة الإفريقيّة فتمتلك أربعة أظافر على كلّ قدمٍ من أقدامها الأماميّة، وثلاثةً أو أربعةً على كلّ قدمٍ من أقدامها الخلفيّة.[٨]
إقرأ أيضا:أين كانت تعيش الديناصورات
الفِيَلة والبشر
تُعدّ الفِيَلة من أذكى الثديّيات، وهي حسّاسة؛ إذ تمتلك مشاعر مُعقّدةً. يتمّ التقاط الفِيَلة الصّغيرة من البريّة، وتدريبها على العمل في الغابات؛ لحمل الأشجار بواسطة خراطيمها، وقد استخدمها ملوك الهند في الحروب منذ بدايات القرن الرّابع. تُشتَهر الفِيَلة الآسيويّة بأنّها قابلة للتّدريب والاستِئناس أكثر من الفِيَلة الإفريقيّة؛ لذلك فإنّ الفيلة التي نراها في حدائق الحيوان وخِيَم السّيرك غالباً ما تكون فِيَلةً آسيويّةً، وبالرّغم من ذلك فقد استخدم القائد هانيبال الفِيَلة الإفريقيّة لعبور جبال الألب، كما كان الفيل الشّهير جمبو فيلاً إفريقياً، وهو فيل قام بجولةٍ في أمريكا نهاية القرن التّاسع، وتوجد في تايلند وبورما فِيَلةٌ تُسمّى الفِيَلة البيضاء، وهي ليست بيضاء في الحقيقة، ولكنّ لون جلدها أفتح كثيراً من باقي الفِيَلة.[٩]
التهديدات والمخاطر
الفِيَلة لها دور مهمّ في المحافظة على الغابات، وزيادة التنوّع الحيويّ في الأنظمة البيئيّة، إلّا أنّها تتعرّض إلى الكثير من المخاطر، والتّناقص في أعدادها، ممّا دعا الصندوق العالميّ للطبيعة (WWF) إلى حمايتها ودعمها، وفيما يأتي أهمّ تلك المخاطر:[١٠]
- الصّيد غير المشروع؛ وذلك للحصول على العاج، ولهذا فإنّ اتّفاقية التجارة الدوليّة في الأنواع المهدّدة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البريّة (CITES) حظرت التّجارةَ الدّوليةَ بالعاج، ومع ذلك فهناك ارتفاع في معدّل الصّيد غير المشروع للفِيَلة؛ لتلبية الطّلب المُتزايد من البُلدان الآسيويّة على العاج.
- فقدان الموائل وتدهورها؛ حيث فقدت الفِيَلة الكثير من أراضي موطنها والطّرق التي تعبرها أثناء الهجرات الموسميّة؛ وذلك بسبب توسّع البشر في بناء المُستعمَرات، والمزارع، وإنشاء البُنى التحتيّة، مثل: الطّرق، والقنوات، وخطوط الأنابيب.
- الصّراع مع البشر، الذي ينتج عن مهاجمة الفِيَلة مزارعَ البشر.
إقرأ أيضا:اسم صغير الجمل
الحلول
اتُّفِق على عددٍ من الحلول لحماية الفِيَلة، والحدّ من المخاطر التي تهدّدها، وهي:[١٠]
- بناء مناطق محميّةٍ ضمن مناطق الفِيَلة الطبيعيّة، وزيادة فعاليّة إدارتها، وتدريب حُرّاسها، وتزويدهم بالتقنيات اللازمة لرصد الفِيَلة، والقيام بدوريّات في المناطق المحميّة؛ للتّصدي لمحاولات الصّيد غير المشروع.
- الحدّ من الصّراع بين الفِيَلة والبشر، عن طريق مساعدة المجتمعات المحليّة على حماية محاصيلها من الفِيَلة، وذلك ببناء الأسوار، واستخدام أجهزة المراقبة والإنذار المبكر، وتثقيف المجتمعات للتمكّن من العيش جنباً إلى جنبٍ مع الفِيَلة.
- التّخطيط السّليم للأراضي التي تستخدمها الفِيَلة في تحرُّكاتها الموسميّة، وبناء الأسوار لحماية البنى التحتيّة التي تخدم البشر.
- تمّ التوصّل إلى اتّفاق مع حكومة الصّين، بشأن إصدار قانونٍ يحظر تجارة العاج في عام 2017م، بوصفه جزءاً من جهود الحكومة؛ للحدّ من طلب عاج الفِيَلة، والتخلّص من مشكلة الصّيد الجائر العالميّة.